و أما بيان وصول هذه السيدة المعظمة اليه عليه السلام، فقد روي الشيخ المذكور في كتاب (الغيبة)(1)، و الصدوق في (كمال الدين)(2) و الشيخ الطبري في (الدلائل)(3) و الشيخ محمد بن هبة اللَّه الطرابلسي في (غيبته) و الشيخ الطوسي(4) و غيرهم(5) و بعبارات مختلفة و معاني متقاربة، و نحن ننقله بعبارة الشيخ الطوسي في الغيبة.
روي عن بشر بن سليمان النخاس - و هو من ولد ابي ايوب الأنصاري أحد موالي أبي الحسن و أبي محمدعليهما السلام و جارهما بسر من رأي - قال أتاني كافور الخادم فقال: مولانا ابوالحسن علي بن محمّد العسكري عليهما السلام يدعوك اليه فأتيته فلما جلست بين يديه قال لي: يا بشر انك من ولد الأنصار و هذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، و أنتم ثقاتنا أهل البيت، و إني مزكيك و مشرفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة بها، بسر اطلعك عليه و أنفذك في ابتياع أمة فكتب كتاباً لطيفاً بخط رومي و لغة رومية و طبع عليه خاتمه و اخرج شقيقة صفراء فيها مائتان و عشرون ديناراً، فقال خذها و توجه بها الي بغداد و احضر معبر الفرات ضحوةً يوم كذا، فاذا وصلت إلي جانبك زواريق السبايا و تري الجواري فيها ستجد طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس و شرذمة من فتيان العرب فاذا رأيت ذلك فاشرف من البعد علي المسمي عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك إلي ان تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا و كذا لابسة حريرين صفيقين تمتنع من العرص و لمس المعترض و الانقياد لمن يحاول لمسها و تسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق (فاعلم) أنها تقول: وا هتك ستراه، فيقول بعض المبتاعين: علي ثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة، فتقول له بالعربية: ولو برزت في زي