المؤلف: الشيخ حسن الصفار
الناشر: دار المحجة البيضاء - لبنان - بيروت
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: 2003م
عدد الصفحات: 40
مرات العرض: 2397
القراءة والتنزيل: عدد مرات التنزيل: (2279) قراءة حجم الملف: 340 ك.ب
من أبرز صفات الإمام الحسن (عليه السلام) التي عرف بها صفة الحلم، حيث اشتهر عنه أنه (حليم أهل البيت)، روي المدائني عن جويرية بن أسماء قال: لما مات الحسن أخرجوا جنازته فحمل مروان بن الحكم سريره، فقال له الحسين: تحمل اليوم جنازته وكنت بالأمس تجرعّه الغيظ؟ قال مروان: نعم كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال [1] .
وهذه الصفة في الحقيقة هي منهج للتعامل الاجتماعي، عمل الإمام علي إرسائه في حياته، وعلي أتباعه ومحبيه أن يقتدوا به في هذا المنهج.
إننا يجب أن نقرأ حلم الإمام الحسن (عليه السلام) كمنهج في التسامح الاجتماعي، ونعمل علي تأهيل المجتمع بهذه الصفة.
ولابد لنا أن نشير إلي أن أهل البيت (عليهم السلام) كلهم يتصفون بالحلم، إلا أن الظروف التي عاشها الإمام الحسن (عليه السلام) اقتضت وساعدت علي بروز هذه الصفة في شخصيته بشكل أجلي وأوضح، فالإمام كان يواجه تشنجات واستفزازات من جهتين:
الجهة الأولي: خارجية، وتتمثل في معاوية بن أبي سفيان، وجبهة الشام، حيث سعي بكل جهده وقوته، وإمكانيات سلطته وحكمه، إلي أن يشوّه سمعة الإمام الحسن (عليه السلام)، لعزله شعبياً، فعمل علي إثارة الدعايات والإشاعات الكاذبة والمغرضة علي الإمام الحسن (عليه السلام)، وعلي أبيه أمير المؤمنين، واستطاع نتيجةً لذلك أن يوجد تياراً في الشام يكره أهل البيت (عليهم السلام)، حتي لقد صدق بعضهم أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم يكن يصلي!!
ولقد كان معاوية يتعمد كثيراً أن يُسمع الإمام الحسن (عليه السلام) وفي حضوره بعض